بايانغالي أليمجانوف.. “مئة عام في السهوب”
رواية حكاية عن الحرب والصداقة الكازاخية الروسية الألمانية

يُقال عن الشاعر الكازاخي بايانغالي أليمجانوف بحق أنه ظاهرة في عالم الأدب، وأنه يتمتع بمواهب استثنائية ومتعددة الوجوه؛ تخرج روايته ذات الطابع الوجودي العميق “مئة عام في السهوب” عن نطاق العمل الوثائقي التاريخي؛ وكما وصفها العلماء والقرّاء فإنها من الأعمال الفريدة من نوعها، في فترة بدايات القرن الحادي والعشرين؛ انها سيرة حياة “أسانباي بيكتيميروف”، ومصيره المأساوي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ شعبه المناضل في سبيل الحفاظ على وجوده وحريته.
لقد وجب عليه في رحلة عمر استغرقت مئة عام تذوّق أصعب محن القرن العشرين؛ أحد سكان السهوب البسطاء البالغ من العمر مئة عام، والذي عاصر القرن العشرين، أسانباي بيكتيميروف مرّ بمختلف مصاعب التاريخ، وهي انتفاضة التحرر الوطني الكازاخيّ ضد القيصرية، والثورة البلشفية، والحرب الأهلية، ومجاعة عام اثنين وثلاثين، وقمع عام سبعة وثلاثين، والحرب الوطنية العظمى، والوقوع في الأسر لدى الألمان، ومعسكرات ستالين، و”التخبط” في سياسة “خروشّوف” و”الركود” فترة حكم “بريجنيف”، وانهيار الاتحاد السوفييتي، وأصبح شاهداً على حقبة جديدة ألا وهي استقلال السهوب؛ يقصّ الشيخ الحكيم في هذه الرواية على أحفاده قصة حياته، ويحكي لهم حكاية زمانه، ويقاسمهم خبرته المعيشية، وأفكاره الدفينة عن الحرب والسلام، وعن الصداقة والعداء بين الناس والأمم.